توجه لمحاكاة تجربة الأنباط لجمع المياه والحد من خطر السيول
في الوقت الذي اشتهر فيه العرب الأنباط باستخدام تقنيات دقيقة لجمع مياه الأمطار والحد من مخاطر السيول وفقا لدراسات علمية عدة، تتجه سلطة إقليم البترا التنموي السياحي لمحاكاة هذه التجربة من خلال استغلال السدود الحديثة والقديمة.
فالمنطقة تحتوي على نحو (40 سدا صغيرا) معظمها ترابية قامت سلطة الإقليم بإنشائها قديما ومؤخرا في مناطق الأودية، وخصوصا البعيدة عن التجمعات السكانية، إلى جانب أن السلطة تعتزم إعادة ترميم السدود النبطية وخصوصا المنتشرة بمنطقة وادي المدرس.
معظم هذه السدود التي زارتها «الرأي» في جولة ميدانية مع كوادر إقليم البترا الأسبوع الماضي، تقع في المناطق التي تحتوي على بساتين لسكان المنطقة، وبقرب عيون الماء، والمناطق التي تحتوي على تنوع حيوي نباتي وحيواني.
ويؤكد مفوض شؤون تنمية المجتمع المحلي والبيئة في إقليم البترا الدكتور محمد الفرجات، ان هذه السدود التي تنتشر على الأودية الجانبية في مناطق اللواء، تم ايلائها عناية خاصة في الفترة الأخيرة.
وتهدف هذه السدود بحسب الفرجات إلى الحد من مخاطر السيول، وجمع المياه وإنعاش عيون الماء في المنطقة، إضافة إلى استدامة التنوع الحيوي والطبيعي والحفاظ على الزراعة والحد من تعرية التربة.
ويبين الفرجات أن الاهتمام بهذه السدود خلال الفترة الأخيرة قد أسهم بتحسين إنتاجية بعض عيون المياه، وكشف عيون جديدة لم تكن معروفة من قبل.
ويوضح الفرجات أن هذا التوجه من قبل السلطة يسعى أيضا إلى محاكاة تجربة العرب الأنباط، الذين تمكنوا من خلال جميع المياه واستغلالها بوسائل عدة من بناء حضارة بقيت آثارها مستمرة حتى اليوم. وفي سياق استمرارية التجربة النبطية في جمع المياه وحماية المدينة من مخاطر السيول، أكد الفرجات أنه سيتم وبدعم من منظمة undp إعادة ترميم نحو (10 سدود نبطية) في منطقة وادي المدرس، وذلك ضمن مشروع الحد من خطر الفيضان.
ويسعى هذا التوجه وفقا للفرجات، إلى استدامة هذه السدود التي أقامها العرب الأنباط قبل أكثر من قرنين وإعادة إحيائها، إضافة إلى حماية السيق الذي يعد من أبرز معالم البترا من خطر الفيضان، كون مياه الأمطار القادمة من منطقة وادي المدرس تؤدي إلى السيق.
واعتبر أن المزاوجة بين تجربة إقليم البترا في استغلال السدود الترابية في المنطقة، وتوجهها لإعادة إحياء عدد من السدود النبطية، يعد استمرارية لقصة المدينة التي اعتمدت على السدود في جمع المياه والحد من خطر الفيضان واستدامة التنوع الحيوي منذ عهد الأنباط.
وأشار إلى أن نجاح هذه التجربة أمر من شأنه إيجاد منتج سياحي جديد، يمكن أن يطلع الزائر على التجربة القديمة والحديثة في جمع المياه واستغلالها وهو ما يجسد جزء من قصة المكان في المدينة.
وأكد الفرجات، أن هذه الجهود تأتي ضمن سعي إقليم البترا للحفاظ على المياه ومصادرها، وصون التنوع الحيوي بمختلف أشكاله، والحفاظ على السلامة العامة.
البترا- زياد الطويسي-