تقلص الغطاء الأخضر في مناطق البترا وسط مساع للحفاظ عليه
في الوقت الذي أسهم فيه التغير المناخي والتوسع العمراني وتغير نمط الحياة وتفتت ملكيات الأراضي بتقليص أعداد البساتين والكروم والمساحات الخضراء التي كانت تنتشر في مناطق البترا، أعلنت سلطة إقليم البترا التنموي السياحي عن حزمة من الإجراءات للحفاظ على الغطاء الأخضر واستدامته.
وبين مفوض التنمية المحلية والبيئة الدكتور محمد الفرجات، أن مدن اللواء كوادي موسى والطيبة والتي تعد حوض أو منخفض من ناحية طبوغرافية، بأمس الحاجة الى استدامة التنوع الحيوي النباتي فيها، وذلك لدور النباتات في التخفيف من انبعاثات الغازات والاكاسيد والفلزات الثقيلة والغبار الناتج عن الأنشطة السياحية والسكانية اليومية التي تؤثر على الصحة العامة والواجهات الأثرية.
وقال الفرجات،ان السلطة قامت من خلال مديرية البيئة وكوادرها بصيانة وترميم المشتل الزراعي، الذي أصبح قادرا على تزويد مدن وقرى الاقليم بآلاف الاشتال والحوليات والاشجار الاصيلة، إلى جانب السعي لاستدامة الحدائق وأشجار الاطاريف والزينة والمناظر التجميلية على التقاطعات واستدامتها.
وأشار إلى أنه تم استحداث مشروع القنوات، الذي يهدف إلى استدامة وصيانة وتنظيف قنوات الري في البساتين وعيون المياه الواقعة في اللواء، إضافة إلى أن مديرية البينة في السلطة قامت باستحداث مكب للانقاض الناتجة عن الابنية تحت الانشاء واحداث رقابة مستمرة على أصحاب القلابات للالتزام بسكب هذه المخلفات في المكان المخصص، حيث كانت تلقى سابقا في الأودية والبساتين، ما أثر على التنوع الحيوي والتربة.
وكشف الفرجات عن وجود مشروع مدعوم من البرنامج الانمائي للامم المتحدة، سيتم توقيعه قريبا مع السلطة ويهدف إلى بث التوعية البيئية بأهمية التنوع الحيوي، وتفعيل القوانين البيئية، وبناء القدرات المؤسسية والمجتمعية التطوعية في هذا المجال من أجل استدامة هذه المصادر تمهيدا لتفعيل السياحة البيئية.
وأضاف، أنه تم إطلاق مشروع الإنذار المبكر لخطر الفيضان والكوارث الطبيعية قبل ثلاثة شهور، بهدف استدامة المصادر الطبيعية، من خلال بناء القدرات في مواجهة الكوارث والتعامل معها، ما يسهم بحماية الغطاء النباتي.
وأوضح أنه تم توقيع اتفاقية مع مركز البحوث المائية في الجامعة الأردنية، لدراسة نوعية مياه الينابيع بشكل دوري ومدى مطابقتها لغايات الري والشرب، وكذلك دور مشروع ادارة النفايات الصلبة ذاتيا في الاقليم ونجاحه، إلى جانب دور حملات النظافة الدورية في الاودية وجمع البلاستيك والترويج للاكياس المصنوعة من القماش بين شرائح المجتمع، ومشروع فرز النفايات الألماني، في الحد من انتشار المخلفات الصلبة في البساتين.
وأكد أن عمليات رش المبيدات الحشرية في اللواء، يتم فيها استخدام المبيدات الصديقة للبيئة وتستهدف الذباب والناموس ولا تضر بالحشرات المفيدة كالنمل والنحل لدورها في نقل حبيبات اللقاح وتهوية التربة.
وبين الفرجات أن المركز الجغرافي الملكي سيعمل على إجراء دراسة عن طريق الاستشعار عن بعد، لدراسة تقلص الرقعة النباتية في اللواء على مدى العقود الثلاثة الاخيرة بواسطة صور الاقمار الصناعية والصور الجوية، ليصار الى تمكين مديرية البيئة في السلطة ومن خلال مشاريعها المختلفة الى وضع الاستراتيجيات والبرامج وخطط العمل اللازمة لوقف تقلص الرقعة النباتية في مناطق البترا