اعلان انضمام البترا للشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية
اعلن في حفل اقيم في مدينة البترا امس برعاية وزير البيئة الدكتور ياسين الخياط، انضمام ثاني عجائب الدنيا السبع "البترا" الى الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية.
وجاء هذا الاعلان من قبل سلطة إقليم البترا التنموي السياحي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، كنتاج لثمرة تعاون وشراكة حقيقية بينهما بالاضافة الى لشركاء آخرين معنيين، من خلال مشروع "دمج صون التنوع الحيوي في تطوير القطاع السياحي في الأردن"، والذي بدأ تنفيذه قبل حوالي العامين بتمويل من مرفق البيئة العالمي (GEF).
ومن شأن هذا الانضمام الى المحميات الطبيعية بحسب المعنيين ايجاد منتج سياحي جديد في البترا، اضافة الى اطالة فترة مكوث السائح وتعظيم الفائدة على المجتمعات المحلية.
وقال وزير البيئة الدكتور ياسين الخياط خلال الحفل، أن الوزارة معنية بالتعاون مع كافة الشركاء المحليين والدوليين للحفاظ على منظومة التنوع الحيوي الذي يميز الأردن، لتكون داعمة ومنشطة لقطاع السياحة بشكل عام والحماية الطبيعة لسياحة البيئية بشكل خاص، من خلال رفع مستوى الوعي العام بأهمية هذا التنوع، ضمن إطار تفاعلي وانفتاح على المجتمعات المحلية، بالشكل الذي ينعكس إيجابا عليها وذلك بضمان استدامة هذه المجتمعات، الأمر الذي يعد من أولويات عمل وزارة البيئة.
وأكد أن الوزارة تقوم بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية بتنفيذ العديد من البرامج الرامية إلى مأسسة العمل على حماية الطبيعة بكافة أنواعها.
من جهته شدد رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا التنموي السياحي الدكتور محمد النوافلة،على ان الآثار النبطية الفريدة ليست وحدها ما يميز موقع البترا جماليا وسياحيا؛ بل وتزخر المدينة إضافة إلى ذلك بميزات وخصائص طبيعية وجمالية أخرى، كالتنوع الحيوي الهائل واحتوائها على أنواع مميزة من النباتات والحيوانات، مشيرا إلى أن التنوع الحيوي المميز الذي تزخر به مدينة البترا يتمثل بالانتشار الواسع للنباتات والشجيرات والحيوانات الفريدة، إضافة لما تمتاز به البترا من خصائص جيولوجية وطبيعية، الأمور التي من شأنها الاسهام في تعزيز مسيرة المدينة السياحية التنموية.
وبين النوافلة ان سلطة اقليم البترا بصدد عمل نموذج تجريبي لإعلان البترا كمحمية طبيعية، بالاضافة الى كونها محمية أثرية، مشيراً ان البترا بطبيعتها الجيولوجية الساحرة، إضافة إلى التنوع الحيوي والمناخي الكبير يؤهلها لأن تكون من ضمن مواقع التراث العالمي الطبيعي إلى جانب كونها موقع تراث عالمي ثقافي.
وبين النوافلة ان إعلان انضمام البترا للشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية يعد نقلة نوعية في زيادة وتعظيم المنتج السياحي وبيئة خصبة لزيادة اعداد السياح والزوار، اضافة الى اقامة المشاريع البيئية نتيجة التنوع الحيوي الهائل، التي تتميز به المدينة الوردية وتزخر فيه منطقة وادي موسى، مؤكداً ان الدراسات أثبتت وجود خصائص بيئية وطبيعية معددة منها 716 نوعا من النباتات اضافة الى 407 من الحيوانات.
وأشار النوافلة ان سلطة اقليم البتراء التنموي يعمل حالياً على برامج سياحية جديدة بالتزامن مع اعلان انضمام البترا الى شبكة المحميات الطبيعية مما يسهم في انتاج سياحي جديد خاصة وان البترا يوجد فيها 42 حيوانا زاحفا، و 148 نوعا من الطيور و31 من الثدييات و185 من المفصليات وحيوان واحد من الرخويات.
بدورها أوضحت المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن الدكتورة زينا علي أحمد، أن انضمام البترا للشبكة الوطنية للمحميات، والذي سيلقى صدى وتفاعلا كبيرين على المستوى العالمي والمحلي، يأتي تزامنا مع إعلان العام 2017 عاما دوليا للسياحة المستدامة، ومنسجما مع عدد من الأهداف والأولويات الوطنية، والتي عكستها "رؤية الأردن 2025" وعدد من الاستراتيجيات الوطنية، إضافة الى ان اعلان اليوم يأتي تزامناً مع بدء الاطار الزمني لتطبيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 والتي اعتمدها قادة العالم في شهر أيلول من العام الفائت في قمة أممية تاريخية، حيث يتقاطع هذا الإعلان مع عدد من هذه الاهداف التي تسعى الى حماية الانظمة والموارد البيئية البرية.
وقال مدير مشروع اعلان انضمام البترا لشبكة المحميات الطبيعية في الاردن المهندس ماجد الحسنات أن لمثل هذا الإعلان أهمية على كل المستويات المحلية والدولية، فمن الناحية المحلية؛ فإن هذا الاعلان سيدعم استجابة الأردن للالتزامات الدولية والتي تنص على ان تصل مساحة المحميات الطبيعية 4 % من مجمل مساحة الاردن، وستساهم محمية البترا الطبيعية بزيادة هذه النسبة بواقع 0.5 % لتصبح الآن 2.15 %، كما سيساهم الاعلان في حماية البيئة ومصادر المياه والموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي وفي وضع الأسس والمعايير اللازمة لذلك، بالتنسيق مع الجهات المعنية وبما ينسجم مع قانون حماية البيئة والانظمة والتعليمات الصادرة بموجبه، إضافة لما سيوفره هذا الإعلان من حماية وتطوير لقيم التنوع الحيوي لتكون جزءا مهما في جهود التخطيط والتطوير.
وأكد الحسنات ان موقع محمية البترا الطبيعية يعتبر ضمن أحد اكبر خطوط الهجرة العالمية للطيور، مما يجعل البترا وجهة عالمية للمهتمين بمشاهدة الطيور.
كما وأثبتت الدراسات الميدانية التي تم تنفيذها في مرحلة اعداد الملف الخاص بالمحمية، بحسب الحسنات وجود اكثر من 750 نوعا من النباتات، 28 نوعا من الثدييات، 36 نوعا من الزواحف والبرمائيات، وأكثر من 122 نوعا من الطيور.
وبين أن هناك على الاقل 3 انواع من الثدييات، 4 أنواع من القوارض، 4 من انواع الطيور و42 من النباتات الموجودة بالبترا هي إما اصيلة او مهددة بالانقراض عالميا حسب تصنيفات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
يذكر أن اعلان انضمام البترا لشبكة المحميات الطبيعية في الاردن يأتي ضمن مشروع "دمج صون التنوع الحيوي في تطوير القطاع السياحي في الأردن"، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع العديد من المؤسسات وبدعم من مرفق البيئة العالمي في ثلاث مناطق رئيسية هي البترا، محمية رم ومحمية دبين، والذي يهدف إلى دمج وتعزيز أهداف صون التنوع الحيوي في برامج تطوير السياحة في الأردن بحيث تصبح جزءاً حيوياً من عملية تطوير القطاع السياحي وفرصة تنموية على المستويين الوطني والمحلي.