لقاء يدعو للاهتمام بالبترا السياحية
شكت الفعاليات السياحية في مدينة البترا من آلية اتخاذ القرارات التي تهم المدينة، والتي انعكست سلبا على القطاع السياحي وعلى واقع الحال في البترا، داعين إلى ضرورة توحيد مرجعية اتخاذ القرار ولفت الانتباه إلى المدينة.
وأكدوا خلال لقاء جمعهم بأمين عام وزارة السياحة عيسى قمو ومدير عام هيئة تنشيط السياحة ونائب البترا ومفوضي إقليم البترا ومتصرف اللواء ومدير شرطتها، أن مشكلات القطاع السياحي المتراكمة في البترا لم تجد حلولا وآذانا صاغية منذ سنوات طويلة، ورغم استحداث مفوضية البترا عام 2009.
وانتقدوا واقع السياحة في البترا الذي يعتمد على الموسمية والخسائر التي يتعرض لها المستثمرون المحليون جراء ذلك، وحالة الفوضى التي تسود محمية البترا الأثرية، إضافة إلى بطء تنفيذ المشروعات في البترا المهمشة على حد وصفهم.
ودعوا إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق للنظر في قضايا البترا، خصوصا وأن المدينة تعيش قضايا سياحية تتعلق بالقطاع والموقع الأثري منذ سنوات طويلة.وأكد أمين عام وزارة السياحة عيسى قمو، أن البترا لا زالت تحتل أكبر عدد سياح في المملكة، مبينا أن الوزارة مطلعة على معظم مجريات الأمور في المدينة وحريصة على تحقيق التطور والتنمية فيها.
وقال ان الوزارة وضعت برنامجا متكاملا لتحفيز السياحة المحلية في كافة مواقع المملكة كي لا يبقى القطاع معتمدا على السياحة الخارجية.وحول واقع الحال في المحمية الأثرية وعملية التخبط في اتخاذ القرارات، أكد قمو أن هناك ممارسات يجب إعادة النظر فيها بشكل أوسع تمهيدا لحلها، معتبرا أن العاملين في القطاع السياحي هم الثروة الحقيقية التي يجب أن يبدأ العمل من عندها.وبين أن الوزارة ستأخذ كافة الملاحظات التي تهتم بشكاوي وتطلعات القطاع السياحي في البترا بمحمل الجد تحقيقا لمصالح القطاع.وحول مدى رضاه عن واقع البترا، أقر قمو أنه غير راض عن واقع المدينة غير أنه لا يزال هناك فرصة كافية للتطوير، وأن البترا تستحق مزيدا من الجهد في التسويق لأخذ موقعها المناسب على خارطة السياحة العالمية.وأكد متصرف لواء البترا ابراهيم عساف، أهمية مراعاة خصوصية البترا السياحية عند الحديث عن المشكلات التي تتعلق بتطوير المدينة، مشيدا بحفاظ أبناء البترا الدائم على مقدرات الوطن ورزق أبنائه.وطالب النائب عن لواء البترا عدنان الفرجات الحكومة بضرورة تعزيز اهتمامها في البترا كونها تشكل مركز السياحة الأردنية، وإلى ضرورة جعل المجتمع المحلي شريكا أساسيا في عملية صنع القرار سيما وأنه غيب لسنوات طويلة.وأشار الفرجات إلى أهمية عقد اجتماع دوري يشارك بها أصحاب القرار بهدف مناقشة أوضع السياحة في البترا وحلها أولا بأول، وإلى ضبط الوضع الإداري والسياحي في البترا.وطالب النائب الفرجات بانصاف أبناء البترا وإعطائهم حقوقهم كون مدينتهم تقدم إلى خزينة الدولة ملايين الدنانير في كل عام.وشهدت الجلسة التي أقيمت في قاعة المتصرفية وحضرها ممثلين عن الجمعيات والفعاليات السياحية في البترا انتقادات واسعة لإدارة العملية السياحية ولواقع الموقع الأثري الذي يعاني العشوائية والتدمير.
وقال رئيس جمعية مكاتب البترا السياحية سليمان الحسنات، أن البترا درة السياحة الأردنية يجب أن تعطى أولوية بالاهتمام الحكومي، ولا يعقل أن تعطى مواقع أخرى تخفيض ضريبي وتستثنى منه البترا، كون هذا التخفيض يعد عاملا أساسيا لجذب الاستثمار.
وشكى من عملية رقع الضريبة على المنشآت السياحية وتعطيل صفات استخدام الأراضي في البترا ما جعلها طاردة للاستثمار.
ودعا إلى توحيد المرجعيات في ظل وجود أكثر من منطقة تشرف على شؤون البترا وتتدخل في قراراتها، مشيرا إلى أن البترا لا زالت تستثنى من سياحات هامة كالمؤتمرات، وأنه يجب ايجاد بدائل لزيارة اليوم الواحد.
وتساءل رئيس جمعية فنادق البترا أحمد الهلالي ما إذا كانت وزارة السياحة والجهات المسؤولة راضية عن واقع الحال في البترا، مبينا أن مشكلات المدينة سبق وأن نوقشت عشرات المرات دون الخروج بحلول.
واشتكى من وجود جمعيات غير حكومية تتدخل في عملية اتخاذ قرارات البترا دون أن يكون لها مكان في المدينة وممثلين من المجتمع المحلي، معتبرا أن أبناء البترا هم أحق الناس بالحفاظ عليها.
ودعا إلى ضرورة ربط تراخيص الفنادق بمفوضية البترا، وإلى إعادة النظر بأسعار الماء والكهرباء التي رفعت الكلفة التشغيلية على الفنادق ومعاملة السياحة كصناعة.وبين أنه لا يوجد أي تحفيز حقيقي للاستثمار في البترا وأنه مستثمرون كثيرون عزفوا عن الاستثمار في البترا بسبب عدم توسعة حدود التنظيم ووجود التسهيلات الكافية لهم.
وقال الناشط السياحي فواز الحسنات، ان الحكومة لم تقم حتى الآن بدورها تجاه البترا ومطالب القطاع السياحي فيها، ما أوصل القطاع والمجتمع المحلي إلى حالة أزمة حقيقية.
وأشار إلى أن الفساد الموجود في الجسم السياحي كبير، وأن السياحة باتت مقتصرة في كثير من الأحيان على أشخاص بعينهم.
وأوضح أنه إذا كنا نفتخر بالبترا فلماذا أسقطنا قيمتها وأصبحنا نبيعها كهدية تضاف إلى قائمة برامج الدول المجاورة، مبينا أن الكثير من الاستثمارات السياحية في البترا أصبحت بلا جدوى بسبب ضعف إدارة السياحة.
وأشاد رئيس جمعية أدلاء السياحة محمد عقلة النوافلة بدور المجتمع المحلي الذي حافظ على البترا منذ سنوات طويلة، منتقدا عملية التدخل في المدينة وقراراتها من قبل جمعيات غير حكومية لا تمت بصلة بالبترا وأهلها.
وانتقد النوافلة تشكيل لجنة السياحة في الوزارة والتي استثني فيها بعض ممثلي القطاع المنتخبين، معتبرا أن وزارة السياحة آخر من يعلم عن هموم السياحة في البترا.
وطالب رئيس جمعية بيع التحف في البترا أحمد الهلالات بضرورة النظر أماكن البيع المخالفة في البترا والتي شوهت سمعة السياحة، مشيرا إلى وجود محال تعمل دون تراخيص.
واعتبر الهلالات أن معظم مطالب قطاع السياحة في البترا والمتعلقة بتطوير المدينة وحل مشكلاتها لم تلب منذ سنوات طويلة، متسائلا عن دور الجهات المشرفة على البترا وماهية عملها في ضوء غضها النظر عن بعض الممارسات الخاطئة والمخالفة في المنطقة.
وأكد الدليل السياحي محمد أبو حشوة، تعرض الكثير من الأدلاء إلى إساءات من العاملين المخالفين في الموقع الأثري والباعة الأطفال وساسة الدواب، إضافة إلى شكاوي السياح من هذا الواقع الذي يقف عائقا أمام زيارتهم إلى المدينة.
واتفق معه الدليل السياحي حسن الهلالات الذي اعتبر أن إساءات العاملين المخالفين في البترا للأدلاء والسياح بالغة ويجب التوقف عندها إذا أرادت الجهات المسؤولة تحسين واقع السياحة في البترا.
ودعا مندوب المطاعم السياحية أحمد النصرات، إلى ضرورة تطبيق اللامركزية في البترا وإلى أهمية تطوير واقع البنية التحتية السياحية في المنطقة وأهمها الشارع السياحي.
وأقر رئيس جمعية أصحاب الرواحل محمود الحسنات بوجود تقصير واضح تجاه البترا، داعيا الحكومة إلى ضرورة الاهتمام بالمدينة ولفت الأنظار لها.
وقدم نائب رئيس مفوضية البترا الدكتور عماد حجازين عرضا حول الجهات الجهود التي تقوم بها مفوضية البترا في سبيل الارتقاء بالمدينة، مشيرا إلى وجود العديد من المشاريع التي تعتبر قيد الدراسة كقصر المؤتمرات ونادي الفروسية والعديد من المشروعات الخدمية.
وأكد حجازين أنه السلطة تعمل وبالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال على إجراء دراسات للمنطقة تتضمن وضع تصور للمشكلات والحلول في المدينة، وأن السلطة جادة في تحقيق عملية التنمية الشاملة في المنطقة.