في البترا ما يستحق المحاكاة
يحاكي الفنانون إرث بترا الوردية ومعالمها الخالدة، فتراهم ينحتون خزنتها وديرها ويستلهمون من تراث المدينة لمساتهم الإبداعية
عادة ما يستوحي الرسامون والتشكيليون من تكوينها وألوانها الفريدة حسا يجعل أعمالهم غاية في الروعة.
وللشعراء والكتاب حكاية مع بترا، فهم طالما أبدعوا في محاكاتها ووصفها ونثروا أبياتهم وكلماتهم بفرادة المكان كما تنثر رياح وادي موسى رمال البترا على الجبال وبين أروقته..
في البترا ما يستحق المحاكاة؛ فالكثير من الأكاديميين والدارسين والطلبة بحثوا في فنها المعماري وحاولوا محاكاته في قوالب عصرية تقلد ما جاء به الأنباط الأوائل من فنون نحت وعمارة غاية في الإتقان..
حتى التوجهات الجديدة للحكومة والهادفة إلى تطوير المدينة وتحسين بنيتها ظلت تحاكي ألق وفرادة البترا الوردية.. فالمشروعات المنفذة لم تتوقف عن تقليد معالم المدينة، والكثير من المشروعات القادمة ستحاكي في مضمونها معالم وآثار البترا وفقا لتصريحات رئيس مجلس مفوضي سلطة الإقليم المهندس محمد أبو الغنم المتعددة.
.. مشروع تطوير وسط وادي موسى، وبوابة البترا الجديدة وشارع البانوراما وغيرها.. كلها مشروعات ستحاكي فن الأنباط وإرثهم.. وحتى خطة إقليم البترا لجمع الماء وحفظ التنوع الحيوي تحاكي هي الأخرى تاريخ البترا الذي احتوى على نظام فريد لهندسة المياه يُدرّس الآن كمنهج في الجامعات..
..ومنازل «بني ليث» في البترا تحاكي هي الأخرى بمضمونها وزينتها حضارة البترا.. فيما لا يزال أبناؤها يستمدون إبداعهم في الفن والرسم والتصوير والديكور والصناعات التقليدية من المدينة وتاريخها.. فالبترا جديرة بالمحاكاة إذن..
..صمت ما يسكن أروقة المدينة ويحمل صوت أنباطها لم يقو أحد على محاكاته بعد.. يحمل في سكونه ضحكات وهمسات وكلمات غزل لم تتوقف عند حد الحب فحسب بل نهضت ببترا ومنحتها عهدا ذهبيا رحل ولم يعد..
يحسبها الناس أصوات عابرة.. فيما تعرف بترا أنها أصوات الحارث وشقيلة الذين بنوا عهد البترا النبطي، وعاشوا فيها قصة حب امتدت لتبني هذه الحضارة وتشيد معالم ظلت حتى يومنا هذا..
منذ أن سكنت قصة الحارث وشقيلة حرم الجمال في بترا لم يقو أحد على محاكاتها.. ولم تنجب أرضي قصة حب واحدة تعيد لتاريخ المدينة اللامادي ألقه، وتلفت انتباه العالم إلى البترا من منظور جديد.. في البترا فعلا ما يستحق المحاكاة